عندما تلاحظ الأم أن إبنها محب للسيطرة ولديه ميل لإصدار الأوامر والتعليمات، جريء، يجيد التعبير عن نفسه ومواجهة المواقف الصعبة دون تردد أو خجل، قادر على تحمل المسئولية، فهى قد ترتكب خطأ عندما تعنفه وتثنيه عن هذه السلوكيات لأنها لا تدرك أنه شخصية قيادية تتميز بالثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسئولية والتعامل بديمقراطية وبالتفوق العلمى والخلقى والإجتماعى والشجاعة، وأن هذه السمات التى ربما ورثها من أحد الوالدين أو من البيئة المحيطة قد تجعل منه أنسانا ناجحا قادراً على تحمل المسئولية.
ولإعداد طفل قيادى فى المستقبل، هناك مجموعة من الخطوات لابد أن ينتبه الوالدان لها ويحاولا تنفيذ بعضها أو جميعها حتى يمكن للأسرة أن تعد طفلها لأن يكون قيادياً وناجحاً وأهم هذه الخطوات:
1= نبدأ دائماً بإلقاء العيب على الفعل الذى صدر وليس الطفل.
2= على الوالدين أن يكونوا أكثر إستماعاً لأطفالهم بحيث يتسم الحوار معهم بالهدوء وعدم الإستبداد بالرأى مع إعطائهم مساحة من الحرية حتى يجربوا ويتعلموا بأنفسهم لأنه لولا التجارب ما تعلمنا شيئاً.
3= إعطاء الطفل بعض المسئوليات وفق قدراته وإمكانياته مع توقعنا الأفضل من أطفالنا دائماً.
4= علينا الحذر عند توبيخ الأطفال لأن التوبيخ يفقد الطفل الثقة بنفسه، ويجعله مترقبا، هجوميا ومتحفزاً.
5= تعديل الأخطاء التى يقوم بها الطفل من منطلق إعطاء الرأى فقط.
6= نقوم بإصطحابهم فى مجالس الرجال حتى يتعلموا لأن هناك تعلم يتم عن طريق الملاحظة لكن بشرط أن تكون المجالس للعلم.
7= نشعر أطفالنا بالحب والحنان لأن الحب يفعل المعجزات ونحفزهم لفعل الخير حتى يتذوق حلاوة العمل.
8= نقوم بتعليمهم العفو عند المقدرة من خلال التسامح.
9= إحتضانه بقوة فى المواقف الصعبة وخاصة لحظات ضعفه لأن هذا يجعل منه إنسان المهام الصعبة.
10= القيام بتوضيح أن الكمال لله وحده والبشر دائما خطاؤون لكى يتعلموا فليس هناك عيب فى الإعتراف بالخطأ ولكن العيب فى التمادى فيه.
11= تهيئة مناخ الصحبة الصالحة ولكن بطريقة غير مباشرة.
12= نعلم الطفل الشورى ومن خلال طرح المشكلات التى تواجهها الأسرة للنقاش وأخذ رأى المشاركين حتى الأصغر سنا.
13= نقوم بتعليمه أن حريتك تنتهى عند بداية حرية الآخرين.
ولكن هذه الصفات فى السن الصغيرة قد تفتقر إلى التفكير السليم ولذلك يجب على الوالدين إتباع الأسلوب الديمقراطى فى التعامل مع الطفل القيادى وإيجاد مساحة من التسامح والحرص على إستقلاليته، فذلك يساعد على تنمية وإبراز سمات شخصيته القيادية.
وأبرز ما قد يعيب هذه الشخصية حب التسلط، وللتخلص من هذا العيب ينصح بعمل برنامج تدريبى من خلال ما يسمى بلعبة الدور كأن يلعب الطفل المحب للزعامة دور القائد المستبد وكل من يتبعونه لا يرضون عنه ويكرهونه لكى يعرف ماذا يحدث إذا إستمر بهذا السلوك حتى يغير بنفسه من سلوكياته، وعلى الجانب الآخر يلعب دور القائد العادل والمتفاهم وكيف يكون هذا الشخص محبوباً.
وأهم نصيحة للوالدين هى عدم إستخدام القسوة والديكتاتورية أو الإهمال والرفض للطفل ذى الشخصية القيادية لأن ذلك يؤدى به إلى شخصية عدوانية تميل إلى الإيذاء.
والأفضل هو العمل على تنمية الناحية القيادية فى الطفل مع نزع الأنانية منها وإلا تحول إلى شخصية ديكتاتورية، وهذه معادلة صعبة يجب على الأهل تحقيقها بمنتهى الحذر من خلال تدريبه على المشاركة فى حوار مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء ومع الحرص على توجيهه لأهمية احترام آراء الغير وتقديرها.
المصدر: موقع رسالة المرأة.